الاثنين، 6 يناير 2014

مصطلح الحديث ( المحاضره الثانية عشر )

الأكاديمية الإسلامية المفتوحة / الفصل الدراسى الأول / مادة مصطلح الحديث / د. رامز بن محمد ابو السعود        
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس (12)
 س/ من أبرز وأشهر العلماء المعاصرين الذي ألف في حرمة المعازف ؟.
 ج/ ألف علماء كثر في حرمة المعازف وتكلموا في هذا في كتب، ومن أبرز وأشهر العلماء المعاصرين الذي تكلم وساق الأحاديث ودرسها، الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، في كتاب له اسمه تحريم آلات الطرب، ساق الأحاديث كلها، ودرس أسانيدها إسنادا إسنادا، ومتنا متنا، س/ اذكر بعض الأحاديث التى تدل على حرمة المعازف ؟.
 ج/ ١ - روى البزار في مسنده، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » :صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة «أوجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهم اللعنة، على هذين الصوتين،  »صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة، مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة«، مزمار عند نعمة، وما المزمار؟ آلات اللهو، والطرب، الموسيقى المعازف، ورنة عند مصيبة أي الضرب والنياحة على الميت.
٢ - روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين، والبيهقي وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:  »إني لم أنه عن البكاء، ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين« ، فسماهما فاجرين،» ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان.«
إذن هذا الحديث نص في أن أدوات الموسيقية أو الموسيقى والمعازف أنها مزامير الشيطان، وأنها ملعونة وأنه منهي عنها، ولا ليس بنص.
٣ - ما رواه أبو داود في سننه، وابن حبان في صحيحه، والإمام أحمد في المسند، وغيرهم، عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:  »إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام«، والكوبة هي الطبل، كما قاله أهل اللغة، وكما أجاب بعض رواة الحديث عندما سئلوا عنها أن الكوبة هي الطبل، وراوي الحديث أدرى بمرويه.
ثم أن هذا متفق عليه، أو أن هذا كلام أهل اللغة.
٤ - وأخرج أبو داود في سننه أيضًا، والبيهقي في الكبرى، والإمام أحمد في المسند، وغيرهم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، الحديث الأول من حديث عبد الله بن عباس، هنا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال» : إن الله عز وجل حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام«، ورواه البيهقي أيضًا والطبراني في الكبير، من حديث قيس بن سعد رضي الله تعالى عنه بنحو الحديث السابق، يعني ثلاثة من الصحابة رووا ذات المعنى في هذا الحديث، من أن هناك صوتين ملعونين فاجرين، آثمين، ومنها: مزامير الشيطان.
٥ - وروى الترمذي في الجامع وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وغيرهما، عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:  »يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف «اللهم سلم سلم، ، قيل يا رسول الله: ومتى ذلك؟ قال»: إذا ظهرت المعازف وكثرت القيان وشربت الخمور «نسأل الله العافية ونسأل الله العصمة في الدنيا والدين يا ذا الجلال والإكرام.
هذه الأحاديث لكل ذي لب ألا تكون كافية في أن المعازف وآلات اللهو والطرب محرمة عند الله وعند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هل أحدثت في نفسك هذه الوعيد لعن وطرد ونهي كل هذه المعاني وتحريم، كل هذه المعاني ماذا تفيد؟ تفيد الكراهة.
هب أن المسألة خلافية، وهي مسألة خلافية، لكن الأئمة الأربعة اتفقوا على حرمة المعازف وآلات اللهو والطرب، وخالفهم ابن حزم الظاهري رحم الله الجميع.
الآن أليست هذه قد تكون من المشتبهات، التي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم،» إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا إن حمى الله محارمه«.
يقول لك الحبيب صلى الله عليه وسلم» : الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس«، وفي حديث أبي ثعلبة الخشني لفظ الحديث » : والإثم ما لم تسكن إليه النفس، ولم يطمئن إليه القلب، وإن أفتاك المفتون«، يعني ستجد من يفتي على ما تريد، وإن أفتاك المفتون، لكن القلب لم يركن، والنفس لم تطمئن، والفؤاد لم يسلم ولم يسلم، حقيقة دعك من هذا، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، دعك من هذا، لا تنشغل بهذا.
أليس الأصل في المسلم أن يبذل جهده أن يسلم بدينه، وأن يخرج من مناطق الزلل والخطأ، وهذه أقول الأئمة الأربعة اتفقوا على حرمتها، يعني قول الجمهور، ثم هذه الأحاديث أكل هذا لا يحدث، أكل هذا لا يجعل المسلم يدفعه الأمر على الأقل أن يدعه خشية من أن يكون قد تلبس حرامًا إن سمعه.
 س/ الذين يجيزون المعازف والموسيقى هل يجيزونها على إطلاقها ؟.
 ج/  الذين يجيزون المعازف والموسيقى لا يجيزونها على إطلاقها، والحق يقال، فيقولون هي جائزة، لكنها يحرمون ما حرك الغرائز والشهوات، هم لا يحرمون المعازف إذ ذاك بحد ذاتها، وإنما يحرمون الكلام المصاحب للمعازف الكلام القبيح، ونعرف أنه كما يقال أن الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح.
فإذا قالوا إن المعازف الأصل فيه أنها حلال إلا ما أثار الشهوة والغرائز، هم لا يعنون بهذا المعازف العارية عن الصوت، ما قصدي الصوت، قصدي عن الكلام، هم يقصدون المعازف التي تصاحبها الأغاني الماجنة، والتي تدعو إلى إثارة الغرائز والشهوات والأمور التي لا تليق.
نقول هنا يا إخوتي نريد أن نقف على هذا القيد بأمرين، أو نعلق عليه بأمرين:
الأمر الأول: تقييده بهذا القيد وهو قضية إثارة الشهوة والغرائز، هل هذا القيد منضبط بمعنى، هل ما يثيرك حتما لازما سيثير جميع الخلق، ولا يختلف من شخص إلى آخر، يختلف من شخص إلى آخر.
 س/ ما الفرق بين العلة والحكم؟
 ج/ الحكم أمر غير منضبط يختلف من شخص إلى آخر،
 والعلة أمر منضبط،
نضرب مثالا.
الرخص التي أجازها الله عز وجل من فطر ومن قصر صلاة للمسافر، آيات الله عز وجل في الصيام لما أذنت بذلك أذنت ليس للمسافر، أذنت ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185]، القضية كلها مبنية على المشقة، والقاعدة: المشقة تجلب التيسير، لكن العلماء لما رأوا أن المشقة تتباين من شخص إلى آخر، وأنها لا تنضبط، قرروا أنه لابد أن نقول بأمر منضبط، فذهبوا إلى أن جعلوا هذه الأحكام الرخص التي أذن الله عز وجل بها أناطوها بالسفر، لأن السفر منضبط المسافة مقدر معلوم، ووقع الخلاف بينهم في مسمى السفر، ليس هذا شأني، لكن السفر سفر، إن قلت بهذا القول، إن قلت بقول مثلا من رأى أن السفر خمسة وثمانين كليو تقريبا في زماننا، إذا قطعت خمسة وثمانين كيلو تكون مسافرا، وإن قلت إن السفر هو الخروج من البنيان، ورأيت هذا الرأي، فهو منضبط، مجرد أن تخرج من البنيان، تسمي نفسك مسافرا، لم يختلف فيه اثنان إذا قالا بنفس القول والرأي.
 كيف يناط الأمر بأمر غير منضبط، فيقال والله إذا أثارت الغرائز والشهوات، الشيخ الكبير شهوته وغريزته تثار كالشاب الفتي، لا والله.
ثم التقي النقي يثار الطائع العابد، تثار شهوته، كالذي عنده بعض المعاصي من المسلمين، لا والله، ذاك هيج نفسه بالشهوة، وذاك ضبط كبح جماحها، فالأمر ليس منضبطا، فكيف يناط حكم شرعي بأمر غير منضبط.
الأمر الثاني لو أردنا أن نقول
 س/ لماذا حرم الله عز وجل ورسوله المعازف ؟.
 ج/  لو دققت في حال الذين يتتبعون المعازف وآلات اللهو والطرب تجد أن الإشكال وهذا ترى من حرره وأبدع فيه وأجاد هو الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ابن قيم الجوزية، أبدع وأجاد، وبين أن العلة حقيقة بتحريم الموسيقى وآلات اللهو ليست هي الشهوات والغرائز، لأن آلات الموسيقى وآلات اللهو لا تولد الشهوات والغرائز إلا إذا صاحبها كلام بذيء قبيح، لكن الحكمة حقيقة التي من أجلها حرمت، هي حدوث الطرب والنشوة في النفس، حدوث النشوة في النفس، كيف يعني النشوة؟ يعني الاستلذاذ، فهنا نقول أخي المسلم هل يستلذ المسلم بغير كتاب الله عز وجل، هل يليق أن يستعيض المسلم التقي النقي العابد، هل يليق أن يستعيض بلذة غير كلام الله عز وجل، ثم كيف سيجتمع الغناء في قلب مؤمن، هذا قول السلف، كيف سيجتمع الغناء وكتاب الله في قلب امرئ مسلم.
كيف يليق لمسلم أن يقوم لله ويصلي ثم أن يجد اللذة في غير كلام الله جل جلاله، وللأسف نجد هذا واقعا عند بعض المسلمين الذين انزلقوا وذلوا في هذه المسألة، تجدهم إذا قرئ القرآن كأن شيئا لم يكن، وإذا سمعوا الموسيقى أثارت فيهم النشوة والطرب، فاستبدلوا الأدنى بالذي هو خير.
وهل هذا حال المسلم التقي النقي يا إخوة؟ لا والله، فكيف يقبل المسلم أن يكون عبدا لله مسلما مستسلما، والمسلم هو المستسلم المنقاد لله بالطاعة، ثم بعد ذلك إذا قام بين يدي الله لم يستلذ، وإنما استلذ وحصلت النشوة بغير كلام الله جل جلاله، لا والله ما يليق بمسلم ولا مسلمة.
 س/ ما الفرق بين النشوة التي أورثتها الموسيقى وبين اللذة التى يورثها كتاب الله ؟.
 ج/ النشوة عارضة، ثم سرعان ما تنقلب إلى غصة ونكد وضنك في النفس وضيق،
 بينما اللذة مستمرة،
 لذلك الذي يسمع الموسيقى والمعازف والله الذي لا إله غيره، بالتتبع ، تجد أن النشوة والطرب وقتها، بعدها بدقائق معدودة ينقلب إلى غم وهم ونكد وضنك.
سبحان الله ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا طه: [124]، يحققها الله عز وجل، ما يريد المسلم أكثر من هذا، أنه يجد عاجلة سيئات عمله مباشرة، كأن الله يريد أن يقول تنبيه ليس هذا طريقي، وليس هذا سبيلي، وليس هذا مسلكي الذي آمرك أن تسلكه.
 س/ كيف يكون حال المسلم ؟.
 ج/  حال المسلم إذا قام بين يدي الله بكى، واقشعر جلده، وخشعت جواره لكلام رب العالمين، واستلذ بكتاب الله عز وجل، والله ما استلذ بغير كتاب الله عز وجل.
 س/ ما هى الغاية من  تعلمنا القواعد وعلم المصطلح ؟.
 ج/  ما تعلمنا القواعد وعلم المصطلح إلا لننظر ما صحيح حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم من غيره، ثم نتعلم ونستنبط الأحكام الشرعية من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
فأنت تأتيني تقول اجعل هذا العلم علما جافا جامدا أجوف، أنا لا أقبل هذا، فما استطعت إلى أن أخرج منه إلى سبيل في حكم شرعي إلا وكان حقا علي أن أفعلها،
 س/ اذكر من السنة ما يدل على خلق الرحمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟.
 ج/ 1- حديث الأعرابي الذي بال في المسجد، والحديث مشهور، الحديث أصله في الصحيحين،
وهو أن أعرابي دخل المسجد فبال فيه، فأسرع إليه الناس، وفي رواية فقام إليه القوم، يعني ماذا؟ خلاص سيقضى عليه لا محالة، تبول في بيت الله، أطهر بقعة أشرف بقعة، تبول فيها، ما وجدت في الدنيا مكانا إلا هنا، اسمعوا إلى الرحمة المهداة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: »دعوه، لا تزرموه«، لا تزرموه لا تقطعوا بوله، خليه يكمل يأخذ راحته،  بالعكس لو قاموا يركضون خلفه ونحن نعرف أن البول لا ينقطع في ثانية، سيعمم النجاسة على كل المسجد وهو يركض وهم يتبعونه، لا خلي المكان محصور في مكان واحد، »دعوه لا تزرموه«، ثم لما انقضى الرجل، دعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال» : إن هذه البيوت أو إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من البول أو القذارة وفي رواية أو القذى« أي الأذى» وإنما هي للصلاة، ولقراءة القرآن، وذكر الله عز وجل«، فقال الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال النبي الرحمة المهداة صلوات ربي وسلامه عليه: » حجرت واسعا«، يعني رحمة الله أوسع من كده، ثم نظر إلى أصحابه، هذا اللفظ في الصحيح، وجعله النبي صلى الله عليه وسلم للحديث، وجعله الإمام البخاري للحديث، ثم نظر إلى أصحابه وقال:  »إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين، بشروا ولا تنفروا«، ارحموا الخلق،
٢-  في صحيح الإمام مسلم، حديث معاوية بن الحكم السلمي، قام معاوية يصلي، دخل مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأى الصلاة قد قامت، فقام يصلي مع المسلمين، فعطس رجل من القوم، فقال: يرحمك الله، ما معني يرحمك الله؟ هو دعاء الله ارحمه، يقول معاوية هو يحدث عن نفسه، فيقول: فرمقني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأبصارهم، يصلون ويطلعون عليه، ما هذا في الصلاة ويتكلم، تدعو لأخيك بالرحمة في خارج الصلاة، ما هو في الصلاة، الصلاة بينك وبين الله، صلة، فرمقني أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأبصارهم، فقال: واثكل أماه وفي رواية: واثكل أمياه، وامصيبتاه، مالكم ترمقونني بأبصاركم، يعني زاده كمان، فضربوا بأيديهم على أفخاذهم، يعني اسكت، فسكت، قال: فسكت.
ثم قال: ثم دعاني النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأبي هو أمي، هذا كلامه هو، إي والله بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه، فوالله ما رأيت معلما ولا مؤدبا أحسن تعليما منه، والله ما كهرني ولا شتمني ولا ضربني وفي رواية ولا سبني، خلاص علمه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث، قال:  »إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء  من كلام الناس، وإنما هي تسبيح وتهليل وقراءة القرآن«، الآن فقال ضمن ما قال: والله ما رأيت معلما لا قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، والله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني ولا سبني، في رواية ولا سبني، هذه الرحمة هذا الأدب هذا الخلق.
 س/ كيف يكون أهل الصلاح أحيانا فتنة للذين كفروا ؟.
 ج/ فأحيانا كما قال إبراهيم وقومه: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا الممتحنة: [5]، إي أهل الصلاح قد يكونون أحيانا فتنة للذين كفروا، إن أساء دعوته فذاك يصر على معصيته عندا لأهل الديانة والصلاح، فيكون الصالح فتنة للذين كفروا.
 س/ ما هو الحديث المرسل؟.
 ج/ الإرسال عند العلماء على معنيين،
المعنى الأولى الذي استقر عند علماء الحديث علماء المصطلح، وهو ما قال فيه التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا المعنى الأول، التابعي يسقط الصحابي فقط، يسقط صحابيا وغيره، لو أمنا بذلك بعض طلاب العلم يعرف المرسل بهذا المعنى، فيقول: ما سقط منه الصحابي، هذا خطأ يا إخوة، لأنني لو أمنت الصحابي فقط هو الساقط، فالحديث صحيح ولا يوضع من الأحاديث الضعيفة المردودة، لأن الصحابة كلهم عدول، وجهالة الصحابي لا تضر، فلو أمنت أن الصحابي قطعت أن فقط الساقط هو صحابي، لعد المرسل من الحديث المحتج به، بلا خلاف معتبر.
لكن الحق أن أكثر العلماء مع وجود الخلاف، ونقر بوجود الخلاف في المرسل، لأن أكثر العلماء المحققين على أن المرسل من أقسام الحديث الضعيف المردود.
والمرسل على المعنى الثاني وهو الأكثر عند علماء الرواية على الإطلاق،  المرسل هو المنقطع عموما.
س/ تعريف الحديث المرسل "ما سقط منه الصحابي" ليس صوابا البتة، لماذا؟.
لأن فيه تابعي يروي عن تابعي، هذا الذي نخشاه، لو أمنا من المرسل أن يسقط منه الصحابي فقط، لكان حقه أن يكون من الحديث المحتج به عموما، سواء كان صحيحا أو حسن، لكننا ما أمنا هذا، فإذن نقول أن للمرسل معنيان، المعنى الأول: ما قال فيه التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعلمنا لما اخترنا هذا التعريف دون من قال من بعض طلاب العلم من سقط منه صحابي، لأن هذا لا يستقيم، والقول بأن المرسل من أقسام الحديث الضعيف.
والمرسل على المعنى الثاني وهو الأكثر عند علماء الرواية على الإطلاق،  المرسل هو المنقطع عموما.
سواء كان من أول الإسناد من آخر الإسناد، من وسط الإسناد، سواء كان تواليًا غير توالٍ، متتابع غير متتابع، السقط الوارد.. كله يسمى مرسلا، وهذا يسميه علماء الرواية اتفاق يكاد يكون، لذلك من صنف في كتب المراسيل يا إخوتي ما جعله على التعريف الأول.
 س/ ما هى الكتب المصنفة في المراسيل ؟.
 ج/  كتاب المراسيل لأبي داود، كتاب جامع التحصيل للإمام العلائي، تحفة التحصيل، كتب كثيرة، في جامع التحصيل وفي المراسيل لأبي داود، أو لابن أبي حاتم،
 س/ مرسل الصحابي حجة أم ليس بحجة؟.
 ج/  حجة، انتبهوا لا تقول هذا من ضمن المرسل وهو من أقسام الحديث الضعيف، لا، العلماء خصوا مرسل الصحابي،
 س/ لماذا مرسل الصحابي حجة؟.
 ج/ لأن غالب الصحابة الصغار الذين أخذوا الحديث إنما أخذوه عن الصحابة الكبار، وأنهم كانوا يأخذ الصحابة بعضهم عن بعض.
ولنسمع إلى ما قاله البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، قال: ليس كلنا سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، نص في المسألة، ليس كلنا، كان عندهم أشغال يا إخوة وضيعات، ليس كلنا سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت لنا ضيعة وأشغال، ولكن الناس لم يكونوا يكذبون يومئذ، فيحدث الشاهد الغائب.
 وأثر عمر أنه كان يتناوب مع أنصاري فينزل هذا يوما وينزل، لأنهم كانت عندهم أشغال وعندهم أولاد يريدون طعاما، فيريدون أن يقتاتوا لأولادهم، فإذ ذاك فكان الصحابة يأخذ بعضهم عن بعض، دون نكير ولا إنكار، كلهم عدول، كلهم ثقات، كلهم من أتقى ومن أثبت الرواة عندنا وأعلى مراتب الصحبة، كلهم عدول، فإذ ذاك يأخذ الصحابي ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحيانا يبين الصحابي الذي أخذ منه، أحيانا لا يبين، لكون أن الصحابي عدل ثقة لا يشك به طرفة عين،
 س/ عرف مرسل الصحابي ؟.
 ج/  هو أن يروي الصحابي عن غيره عن صحابي آخر ولم يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإما أن ينص على سماعه من الصحابي، وهذا لا يكون مرسلا، أو أنه يسقط الصحابي الكبير الذي أخذ منه الحديث، ويرويه مباشرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
 س/ لم أخذ الصحابى الحديث بواسطة؟.
 ج/ أخذ الحديث بواسطة، إما لصغره، أو لأنه لم يدرك الواقعة، ممكن يكون كبير لكنه أسلم متأخرا، لأي اعتبار من الاعتبارات.
 س/ لا داعي لأن يكون للمنقطع فن أو قسم خاص لماذا ؟.
 ج/ ولا داعي لأن يكون له فن أو قسم خاص لأن المنقطع الحق أن كل هذه نسميها أسانيد منقطعة، فكلها المعلق منقطع، المرسل منقطع، والمعضل منقطع، والمدلس منقطع، هذه المشكلة في كل ما يتعلق بالسقط أنه لم يسمع التلميذ من شيخه مباشرة، فالحق أن المنقطع عام يشمل كل هذه الأنواع ، وأنها كلها متضمنة فيه.
 س/ ما هو المعضل ؟.
 ج/ هو أن يسقط راويان أو أكثر من السند على سبيل التوالي،
 س/ هل الإسناد المنقطع على مرتبة واحدة في الضعف ؟.
 ج/ لا، الذي سقط منه راويان ضعفه شديد، ليس كالذي سقط منه راوٍ واحد، والذي سقط منه ثلاثة ليس كالذي سقط منه راوٍ أو راويان،  هي على درجات، مراتب، هذا الانقطاع كلما كثر الانقطاع كثر الضعف،
 س/ هل المرسل كالمعضل أو كالمنقطع ؟.
 ج/ لا، لأنه هناك الطبقة التي سقط منها الراوي طبقة يغلب على أهلها الديانة والصلاح، أصل الصحابة كان، يعني الكذب ما كان موجودا، أو إن كان على قلة وندرة ليس كالطبقة من أصل أتباع التبع، لم يكن هذا،
 س/ ما هى أصح المراسيل ؟.
 ج/ سعيد بن المسيب، من أصح المراسيل
 س/ من هو التابعي الكبير ؟.
 ج/  التابعي الكبير، هو التابعي الذي أدرك الصحابة، وروى عامة أحاديثه عن الصحابة،
 س/ ما الفرق بين السقط الخفي والسقط الجلي؟.
 ج/ السقط الجلي  :أي أن السقط ظاهر في الإسناد،

 السقط الخفي:  يحتاج إلى تفتيش وإلى بحث وإلى نظر حتى يتبين أن هناك راوي ساقط،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق