الأكاديمية
الإسلامية المفتوحة / الفصل الدراسى الأول / مادة مصطلح الحديث / د.
رامز بن محمد ابو السعود
بسم
الله الرحمن الرحيم
الدرس (9)
س/ ما
هو الحديث الحسن؟
ج/ هو
ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط الذي خف ضبطه شيء ما، عن مثله إلى منتهاه من غير
شذوذ ولا علة قادحة.
والمعنى الثاني: أن الحسن يساوي الحديث
الصحيح لا فرق، يعني هو أن الحديث الصحيح يسمى أيضًا حديثا حسنا من باب المعنى
اللغوي، وهو الأمر الجيد الجميل، الذي يحسن به، وهو المحتج به إذ ذاك.
فيطلقون
على الحديث الصحيح فيقولون هذا حديث صحيح ويقولون هذا حديث حسن، ويريدون الحديث
الصحيح، فهو من مرادفات أو معاني الحديث الصحيح.
قال الإمام الخطابي في تعريف الحديث الحسن:
الحديث
الحسن ما عرف مخرجه واشتهر رجاله وعليه مدار أكثر الحديث.
إذن
المفروض إطلاق العلماء له يكون أكثر، وهو الذي يقبله أكثر العلماء، ويستعمله عامة
الفقهاء.
الحديث
الحسن ما عرف مخرجه واشتهر رجاله وعليه مدار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله أكثر
العلماء، ويستعمله عامة الفقهاء.
أكد
هذا الكلام الحافظ ابن رجب، تكلم في شرح علل الترمذي في مبحث كامل عن الحديث
الحسن، لأن أكثر من أبرز الحديث الحسن هو الإمام الترمذي، الذي قام ابن رجب
بشرح علله، شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب، فلما تكلم عن الحديث الحسن،
يقول: وأكثر ما كان الأئمة المتقدمون يقولون في الحديث أنه صحيح أو ضعيف،
ويقولون منكر موضوع وباطل.
انتهى،
ولم يذكر كلمة الحسن في إشعار منه على أن إطلاق الحسن على قلة وندرة، وأن أكثر ما
يقولون محتج به وهو الصحيح بقسميه، لأن القسمين الصحيح والحسن، وغير محتج به وهو
الضعيف، والضعيف فيه منه المردود الذي لا يقبل بالمتابعات والشواهد، وهو المنكر
والموضوع والباطل.
يعني
كأنه قسم الحديث إلى أقسام،
·
الحديث المحتج
به وهو الصحيح،
·
الحديث الضعيف
ضعفا يسيرا وهو الضعيف،
·
والحديث
الضعيف ضعفا لا ينجبر شديد، وهو المنكر والموضوع والباطل.
أين
الحديث الحسن هنا؟ في ثنايا الصحيح.
مع
أنه ما كان في موضع تعريف الحديث الصحيح إطلاقا، ولا الضعيف، ولا الموضوع، كان في
موضع بحث تعريف وقيد الحديث الحسن، وتكلم بهذا الكلام، ولم يذكر الحديث الحسن من
قريب ولا من بعيد، في إشارة إلى أنه على قلة وندرة.
الغاية
من هذا أن نتجنب الإسقاط المصطلحي، عندما تقرأ لعالم متقدم، فتقول حديث
حسن، إياك أن يقفز في خلدك إلى أنه الذي قل ضبطه شيئا ما، تنبه، قد يطلق ويراد
به الصحيح.
وفي
المقابل أيضًا لا تعكس الأمر، فلا تقل على حديث قال عنه بعض المعاصرين أو
المتأخرين حديث حسن، لا تحمل الأمر على أن الحسن هنا هو الحسن الذي أطلقه علماء
الرواية.
الحديث
الحسن وارد عند العلماء، لكن هناك عالم أبرزه غاية الإبراز، واعتمده في كتابه
اعتمادا كبيرا جدا، بل عرفه ووضع حده وتأريخه، وهو الإمام الترمذي، كان
موجودا مستعملا قبل الترمذي، وهي من إطلاقات تجد اللفظ الحسن تجد من إطلاقات علي
بن المديني الإمام أحمد، بعض العلماء، مستعمل عند الإمام البخاري في العلل الكبير،
استعمله مرة أو مرتين.
لكن
الذي أبرزه واعتنى به غاية الاعتناء هو الإمام الترمذي، حتى إنه قد عرفه فقال، من
الجامع الترمذي، قال: وما قلنا في كتابنا حديث حسن، خصه دون الحديث الصحيح،
إنما اختص الحديث الحسن فقط، وما قلنا في كتابنا حديث حسن فإنما أردنا به حسن
إسناده عندنا، كأنه يشير إلى اصطلاح خاص به، نوعا، نوعا، نعيد العظة، ليس
اصطلاحا لم ينسبه إلى أهل الحديث، وما قلنا في كتابنا حديث حسن فإنما أردنا به
حسن إسناده عندنا، من هو؟ كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب،
الشرط الأول، ولا يكون الحديث شاذا ويروى من غير وجه نحو ذلك، فهو عندنا حديث
حسن.
س/
ما هى القيود التى ذكرها الإمام الترمذي فى تعريفه للحديث الحسن ؟.
ذكر
ثلاثة قيود،
القيد
الأول: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب.
لما
كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، أشد أنواع الضعف، كأنه يريد أن
يقول أنه فيه ضعيف ضعفا يسير ينجبر.. ما يتكلم عن الثقة ولا عن الصالح الحديث ولا
المحتج به، هو يتكلم عن راوٍ ليس متهما بالكذب، ما تأتي إلى ثقة وتقول أنت لست
متهما في كذب، هو واضح، هذا مستقر، هذا من البينات، يعني ليس من الجميل أن تقول
للشمس هذه شمس، بينة، ما تحتاج إلى دليل.
فلما
قال كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، كأنه يشير إلى الضعف اليسير
المنجبر، إذن أول قيد.
الذي
يصلح في المتابعات والشواهد،
القيد الثاني: ولا
يكون حديث شاذا، لأن هذا إذا تفرد مشكلة، صح أم لا؟ نحن قررنا إذا الثقة تفرد
فيه شيء من الإشكال خاصة إذا لم يحتمل تفرده في عصر اشتهار الرواية.
فكيف
يكون هذا ضعيف ضعفا يسيرا يتفرد، هذه مشكلة، ولا يكون حديثا شاذا.
القيد الثالث: ويروى من غير وجه نحو ذلك،
إذن تعددت طرقه، تعددت المتابعات له.
إذن
هو حديث ضعيف ضعفا يسيرا لم يتفرد الراوي به، يا إخواني لم قال لم يتفرد الراوي
به، سنأتي إليه في الاعتبار والمتابعات والشواهد لأن الحديث المعلول لا يتابع، ولا
يصلح في المتابعات ولا .. بخلاف الحديث الضعيف،
قال:
كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، أي الضعيف ضعفا يسيرا، ولا يكون
الحديث شاذا، الأصل هذا القيد ما له معنى، الأصل لماذا؟ تلقائيا لو قال كل حديث
يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ويروى من غير وجه نحو ذلك، إذن تلقائيا هو
ليس شاذا، لأنه توبع، صح أم لا؟
لما
آتي أقول لك أخوك لم يشذ في هذه المسألة، هو نفس المعنى، لما آتي أقول لك قد تابع
أخوك فلان وفلان وفلان، هو هو أنه لم يشذ، لم جعله قيدا هنا؟ تنبه، لا أحيانا يريد
أن يبصر في القيد ولا يكون الحديث شاذا، يريد أن يخرج الإمام الترمذي الحديث المعل
الذي لا يصلح في المتابعات ولا الشواهد، ولو توبع من طرق عدة، لأنه خطأ، غلب على
ظن الناقد أنه خطأ.
إذن
أبرز من أكثروا وأبرز من استعمله في جامعه في كتابه وهو الإمام الترمذي، واستعمله
كثيرا في جامع الإمام الترمذي.
الآن
هذا التعريف تعريف الحافظ الإمام الترمذي هل يوافق الذي استقر عليه تعريف الحديث
الحسن عندنا، لا.. الحديث الحسن عندنا ما هو قلنا، ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط
الذي خف ضبطه شيئا ما، هنا يتكلم عن عدل غير ضابط، كثر خطؤه، لكنه لم يفحش خطؤه.
انتبهوا،
فاكرين الشجرة التي رسمناها قبل فترة، أن الأقسام الحديث الصحيح العدل الضابط، ثم
العدل الضابط الذي خف ضبطه شيئا ما، ثم العدل غير الضابط الذي كثر خطأه شيئا ما،
هذا هو يتكلم هو عنه، ثم العدل غير الضابط، أو غير العدل، سواء أن كان ... على
قسمين، خلينا القسم الذي يعنينا العدل غير الضابط، الذي فحش خطؤه.
هو
يتكلم عن هذا، إذن هنا الآن في الحقيقة يا إخواني هو لا يعرف الحديث الحسن الذي
استقر عندنا وهو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط الذي خف ضبطه شيء ما، عن مثله من
أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة.
بل
تعريفه أقرب ما نسميه في المصطلح عندنا الحسن لغيره، وهو الضعيف المنجبر الذي
تعددت طرقه. صح أم لا؟ أريد أن أصل إلى مسألة لأن البعض يقول لك لا، الإمام
الترمذي قال هذا تعريف الحديث الحسن، وهذا الحديث عند العلماء الحسن، إذن إذ قلت
أن العلماء أهل الرواية يطلقون الحسن بمرادف الصحيح، الإمام الترمذي يخالفك، لا،
أقول لك حتى تعريف الإمام الترمذي لا يستقيم لا على الحسن اصطلاحا، ولا على الحسن
الذي كان يصنعه أهل الرواية، صح أم لا؟
هو
ما يتكلم لا عن الثقة، ولا عن العدل الضابط الذي خف ضبطه، يتكلم عن العدل غير
الضابط الذي كثر خطؤه، لكنه لم يصل إلى فحش الخطأ والاتهام بالترك..
س/ أي
الكتب مظان الحديث الحسن؟.
ج/ من
مظان الحديث الحسن ، كتب السنن الأربعة، جامع الترمذي وهذا رأسها، وسنن أبي داود،
وسنن النسائي، وسنن ابن ماجة، ومنهم أيضًا مسند الإمام أحمد، من مظان
الحديث الحسن، كتب كثيرة، لأن الحديث الحسن كما قال الخطابي استعماله كثير، فعليه
مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء، ويستعمله عامة الفقهاء.
س/
ما هو الاعتبار ؟.
ج/ الاعتبار
والمتابعات والشواهد، لكن لا تظن أنها عبارة عن ثلاثة أقسام، وأن الاعتبار قسيم
للمتابعات وقسيم للشواهد، لا،
الاعتبار هو يشمل المتابعات والشواهد،
المتابعات والشواهد
هي ثمرة الاعتبار،
الاعتبار هي العملية التي يقوم بها العالم
أو طالب العلم بجمع الطرق وتتبع الطرق ليظهر المتابعات والشواهد للحديث،
الاعتبار
كما عرفه العلماء، قالوا: هو أن نأتي إلى حديث لبعض الرواة، فنتتبع الطرق
والأسانيد لنعرف هل شاركه في رواية ذلك الحديث راوي غيره من الرواة بأن يرويه
بلفظه أو بمعناه من نفس السند أو من طريق صحابي آخر، أو لم يشاركه في روايته أحد
لا في اللفظ ولا في المعنى.
الاعتبار هي العملية التي يقوم بها
الناقد فيجمع طرق الحديث ومتابعاته، فينظر هل تفرد الراوي أم أنه
قد توبع، العملية التي .. يتولد منها بعد كده يتبين له أنه فعلا فيه متابعات
نسميها متابعات، وفعلا فيه شواهد نسميها شواهد، هذه العملية التي تولد منها المتابعات
والشواهد نسميها الاعتبار، فهي ليست قسيما للمتابعات والشواهد، هي العملية التي
تؤدي إلى المتابعات والشواهد.
لن
تتحقق التفرد والمخالفة إلا من خلال الاعتبار جمع الطرق، فيتبين من تفرد ويتبين من
توبع، ويتبين من خالف، ويتبين من خالف الثقة أو من خالف غير الثقة ولو من وجه.
هذا
هو الاعتبار، هو عملية يقوم بها الناقد ليجمع
طرق الحديث وينظر هل للحديث طرق يتقوى بعضها ببعض أم أن الحديث متفرد به بعض
الرواة.
س/
ما هي المتابعات وما هي الشواهد؟
ج/ المتابعة،
من معناها اللغوي، المتابعة فلان تابع فلانا، ماذا تعني؟ وافقه شاركه، آزره، قال
قولا فأيده، هذا هو المتابعة، المتابعة هي أن يوافق راوي الحديث على ما رواه من
قبل راو آخر فيرويه عن شيخه أو عن من فوقه.
المتابعة تكون عن نفس الصحابي، تعدد الطرق
عن ذات الصحابي،
الشاهد أن
يأتي عن صحابي آخر ما يوافق ما رواه الصحابي الأول.
قبل
أن أنتقل إلى المتابعات بقسميها التامة والناقصة، أريد أن أقول مسألة، راوٍ يتابع
فلانا، يعني يتوافق معه في الرواية، هل تتصوروا كل الموافقة ستكون أن يؤدوا المتن
باللفظ ولا في كثير من الأحيان يكون بالمعنى؟ بالمعنى، إذن الاعتبار يكون
باللفظ والمعنى.
لا
يشترط في المتابعات والشواهد أن يتابعه باللفظ، لا، لا، ليس صحيحا، لو تابعه
بالمعنى دون اللفظ فهذا يعتبر متابعة، إذا تابعه باللفظ دون المعنى، ومن باب أولى
إذا تابعه باللفظ والمعنى فهذه هي المتابعة، يعني هي أقوى نوعا ما من الأولى،
إذن المتابعة والشاهد أيضًا يكون إما باللفظ، ولما نقول باللفظ يعني باللفظ
والمعنى تلقائيا، وإما أن يكون بالمعنى.
س/
ما هى أقسام المتابعات ؟.
ج/ المتابعات
على قسمين:
·
متابعة تامة،
·
ومتابعة
ناقصة، أو قاصرة،
س/
عرف المتابعة التامة ؟.
ج/ المتابعة التامة هو أن يتابع راوٍ راويًا
آخر في نفس شيخه،
أنت وأخوك ترويان عني، فتقولان الشيخ رامز قال
كذا وكذا، أنت تسمى متابعة تامة له، وهو متابعة تامة لك، لأن التقاءكما في نفس
الشيخ، إن التقيت معه في شيخ شيخه فما فوق، هذه متابعة ناقصة أو قاصرة.
س/
عرف المتابعة القاصرة ؟.
ج/ المتابعة القاصرة أو إن شئت فسمها الناقصة، وهي
التي تحصل لشيخ الراوي بأن يروي الراوي الآخر الحديث عن شيخ شيخه، وكذا التي تحصل
لمن فوق شيخ الراوي.
عندنا
حديث الآن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الشهر
تسع وعشرون، لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا
العدة ثلاثين»، حديث مشهور في الرؤية، رؤية الهلال.
روى
الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صحابيان، عبد الله بن عمر، و عبد الله بن
عباس، الآن حديث عبد الله بن عباس يسمى شاهد لحديث عبد الله بن عمر، لماذا شاهد،
لأن الصحابي اختلف، مع أنه نفس الحديث، الصحابي قد اختلف، لكن نعتبره شاهدا لأن
الصحابي قد اختلف، إذن الآن عبد الله بن عمر تعدد طرق الراوي عنه فرواه ثلاثة من
الرواة عنه، عبد الله بن عباس رواه عن محمد بن حنين، ورواه عنه عمرو بن دينار،
ورواه عن عمرو بن دينار سفيان، يعني سفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن حنين عن
عبد الله بن عباس.
لاحظوا
لفظ حديث عبد الله بن عباس ما هو؟ «إذا رأيتم الهلال
فصوموا» اختلف اللفظ لكن المعنى واحد.
إذن
العبرة في المتابعات والشواهد ليس اللفظ فقط، وإنما نقبل المتابعة ونسمي هذا شاهدا
لو اتحدا في المعنى دون اللفظ.
عبد
الله بن عمر، حديث عبد الله بن عباس ماذا نسميه فيه؟ شاهدا، نقول بعد أن نخرج حديث
عبد الله بن عمر، نقول ويشهد له، ما نقول ويتابعه.. هذا خطأ عند العلماء باصطلاح
أهل العلم، وتقول: ويشهد له حديث عبد الله بن عباس، وتسوق الحديث من طريق سفيان عن
عمرو بن دينار عن محمد بن حنين عنه، وتسوق الحديث، نسميه شاهدا.
الآن
نرجع لرواية عبد الله بن عمر، عبد الله بن عمر روى عنه الحديث ثلاثة، محمد بن زيد،
عبد الله بن دينار، ونافع.
وروى
عن محمد بن زيد عاصم بن محمد، وروى عن مالك بن أنس، وروى عن مالك اثنان، عبد الله
بن مسلمة، والإمام الشافعي، وروى عن نافع عبيد الله بن عمر، وأبو أسامة.
س/
اذكر مثالا على المتابعة التامة ؟.
ج/ مثالا
عن المتابعة التامة، متابعة تامة عبد الله بن مسلمة والشافعي، لأن شيخهما واحد،
هذه متابعة تامة، هذه أول متابعة،
المتابعة
التامة، نافع مع عبد الله بن دينار، مع محمد بن زيد، ثلاث متابعات تامة، محمد بن
زيد تابعه عبد الله .. لأن شيخهم واحد، إذن المتابعة التامة لابد أن يلتقيا مباشرة
في الشيخ، المتابعة التامة هنا محمد بن زيد مع عبد الله بن دينار، و عبد الله بن
دينار مع نافع، و نافع مع محمد بن زيد، كل هذه الثلاثة نسميها متابعة تامة لأنهم
التقوا في شيخ واحد، وهو عبد الله بن عمر.
وأيضًا
المتابعة التامة عبد الله بن مسلمة والإمام الشافعي التقيا في مالك بن أنس، فهذه
متابعة تامة.
س/
اذكر مثالا على المتابعة الناقصة ؟.
ج/ عاصم
بن محمد تابع مالكا متابعة ناقصة، وأيضًا عاصم بن محمد تابع عبد الله بن دينار
متابعة ناقصة، لاحظوا كيف؟ لاحظ ممكن يكون المتابع له في نفس طبقته، وممكن يكون
أعلى منه طبقة، لا إشكال، فإننا نقول عبد الله بن مسلمة تابعه عاصم بن محمد متابعة
ناقصة، عبد الله بن مسلمة تابعه أبو أسامة متابعة ناقصة، وإن شئت فقل عبد الله بن
مسلمة تابعه عبيد الله بن عمر متابعة ناقصة.
إذن
المتابعة التامة لابد أن يلتقوا في الشيخ، أي متابعة لا يلتقيان في الشيخ مباشرة
سواء كان شيخ آخر، لاحظ هنا أبو أسامة نقول مع الشافعي متابعة ناقصة، مع أنهم لم
يلتقوا في الشيخ، ولا في شيخ الشيخ، في شيخ شيخ الشيخ، لكن تسمى أيضًا متابعة
ناقصة.
ونقول
أيضًا عن عاصم بن محمد، ومالك بن أنس متابعة ناقصة، لماذا؟ مع أنهم لم يلتقوا في
الشيخ، إنما التقوا في شيخ الشيخ، إذن إذا التقيا في شيخ شيخه، أو فما فوق متابعة
ناقصة، وإذا التقى في شيخه مباشرة هذه متابعة تامة.
إذن
الآن لو أردنا أن نقول لك أخرج لنا المتابعات التامة، تقول لي عبد الله بن مسلمة
والإمام الشافعي، وكذلك محمد بن زيد وعبد الله بن دينار ونافع، هؤلاء الثلاثة
تابعوا بعضهم متابعة تامة عن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسلمة تابع الإمام الشافعي
متابعة تامة عن الإمام مالك.
أما
المتابعات الناقصة، متنوعة، عبد الله بن مسلمة مع عبيد الله بن عمر، متابعة ناقصة،
عبد الله بن مسلمة مع أبي أسامة، متابعة ناقصة، عبد الله بن مسلمة مع عاصم بن
محمد، متابعة ناقصة، مالك بن أنس مع نافع متابعة ناقصة، مالك بن أنس مع محمد بن
زيد متابعة ناقصة، لأنهم لم يلتقوا مباشرة في الشيخ، إذن كأنني أريد أن أقول
المتابعة ناقصة أوسع ميادينا من المتابعة التامة، المتابعة التامة فقط قيدها أن
يلتقيا بشيخه مباشرة، خلاف ذلك يعتبر متابعة ناقصة.
الآن
نعود لاحظوا الألفاظ، هذا الحديث بهذه الصيغة هذا لفظ الإمام الشافعي، قال: «الشهر تسع وعشرون، لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا
حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين»، الآن تابعه عبد الله بن
مسلمة بنفس اللفظ، إلا أنه لم يذكر: «ولا تفطروا حتى
تروه»، فقال: «الشهر تسع وعشرون، لا
تصوموا حتى تروا الهلال، فإن غم عليكم»، فلم يذكر بعض ألفاظ الحديث،
ومع ذلك اعتبرناه متابعة، إذن ليس الشرط أن يكون بنفس اللفظ، يؤدي المعنى، كما
قلنا في حديث عبد الله بن عباس أنه رواه بالمعنى.
ثم
الآن حديث أبي أسامة، ماذا قال؟ قال: «الشهر تسع
وعشرون، لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه»، لكن ما قال:
«فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين»،
قال: «فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين»،
فاكلموا عبر هنا فاقدروا.
عاصم
بن محمد ماذا قال: «فأكملوا ثلاثين»، إذن
لاحظوا إما أن يتحدا باللفظ أو أن يتحدا بالمعنى لا فرق، هذه نسميها متابعة وشاهد،
وهذا نسميه متابعة وشاهد، هذا ما يتعلق بالمتابعات.
س/
هل الحديث الضعيف إذا توبع يتقوى أم لا يتقوى؟.
ج/ الحديث
الضعيف إذا توبع يتقوى، والحديث الذي خف ضبط راويه شيئا ما
إذا توبع يتقوى،
س/ لماذا
المتابعات فن غاية في الأهمية ؟.
ج/ المتابعات
فن غاية في الأهمية، وعلي محور علم الحديث، التصحيح والتضعيف،لأن الحديث الضعيف
إذا توبع يتقوى، والحديث الذي خف ضبط راويه شيئا ما إذا توبع يتقوى،
س/
هل الحديث المعلول لا يتقوى أم لا ؟.
ج/ الحديث
المعلول لا يتقوى، كأنه غير موجود، لا تعتبره موجودا، أما الحديث
الضعيف يتقوى،
المعلول
من أقسام الضعيف، نعم هذا في الظاهر، لما ندخل في العمق عند علماء العلل، لا،
المعلول فيه نوع من المفارقة بينه وبين الضعيف.
الحديث
الضعيف ما يكون سبب الضعف يكون سوء حفظ الراوي، الآن الضعيف سيء الحفظ ما هو ممكن
يحفظ بحياته، ولا ممكن دائما يغلط، ممكن يصيب أحيانا، لكن كثر خطؤه على صوابه،
س/
هل الراوي الذي يروي خمسة آلاف حديث ليس كالراوي الذي يروي ألف حديث ؟.
ج/ يزداد
الخطأ عند الذي روى خمسة آلاف، لأن الإنسان كلما ازداد كلامه ازداد خطؤه، كلما
ازداد كلامه زاد سقطه، ولذلك من صمت نجا، فكلما كثرت روايته كثر خطأه، فإذن النسبة
نسبة وتناسب، أنت رويت مجموع حديثك خمسة آلاف، نقبل فيها أن يكون الخطأ، قبول
الضعف اليسير إلى كذا، لكن بعد كذا لا الأمور تختلف عندنا.
الضعيف
ممكن يخطئ وممكن يصيب، لكن صوابه وإن كان صوابه أكثر، لكن العلماء نسبة الخطأ
عندهم عالية ما نقبلها.
إذن
لو توبع نقبل أم لا؟ لو توبع نقبله، لكن المعل لا، لماذا؟
على
ظن الناقد أو استيقن خطأه، إني أنا متأكد أن الراوي أخطأ، أو غلب على ظني أنه أخطأ
هنا، يعني الآن نسبة الخطأ عندي خمسة وسبعين بالمائة أو ثمانين بالمائة أن الراوي
هنا مخطئ، فلذلك ما يقبل في الحديث المعل، لا تأتي تقول لي توبع وتوبع، وله طريق
وتقويه..
لأن
الحديث المعل يحكم على راويه بالخطأ، من ميادين الحديث المعل
الثقات، صح أم لا؟ لكن يحكم على راويه بأنه أخطأ فيه، فإما أن يكون الناقد استيقن
خطأه، أو غلب على ظن الناقد خطأ الراوي.
س/
ما هى العبارات التي إذا أطلقها العلماء على حديث ما تفكر إنك تتابعه إطلاقا ؟.
ج/ من
العبارات التي إذا أطلقها العلماء على حديث ما تفكر إنك تتابعه إطلاقا، ولا تقول
له فيه متابعات، يقول
أخطأ فيه فلان، أو خطأ، أو وهم فيه فلان، أو غير
محفوظ، أو لا أصل له، أو باطل،
س/
ما الفرق بين الحديث المعل و الحديث الضعيف ؟.
ج/ الحديث المعل الناقد يقطع بأن أو يغلب
على ظن الناقد أن الراوي هنا وقع بالخطأ، ما هو صواب.
بخلاف
الحديث الضعيف، الحديث الضعيف فيه احتمال
الخطأ واحتمال الصواب، بل بالعكس اتفقنا أن نسبة الصواب غالبة لكن الخطأ كثر منه
بكثرة لا نقبل فيها حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
الحديث
المعل، غلب على ظن الناقد، أو استيقن الخطأ، فيقول لك خطأ، أو أخطأ فيه فلان، أو
وهم فيه فلان، أو حديث باطل، أو لا أصل له، أو لا يتابع على حديثه،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق