الأكاديمية
الإسلامية المفتوحة / الفصل الدراسى الأول / مادة مصطلح الحديث / د.
رامز بن محمد ابو السعود
بسم
الله الرحمن الرحيم
الدرس (4)
س/
ما هى أقسام الحديث باعتبار قبوله وعدم قبوله، والعمل به وعدم العمل به؟.
ج/ فالحديث
بهذا الاعتبار سيقسم إلى قسمين رئيسين، الأول الحديث المقبول، وهو الحديث الذي يجب
العمل به، والانصياع لما أتى به من أحكام شرعية والامتثال، وهذا يقسم إلى الحديث
الصحيح والحديث الحسن والحديث الضعيف من حيث القبول وعدم القبول.
س/
ما هى أقسام الحديث باعتبار العمل به وعدم العمل به؟.
ج/ وأما
باعتبار العمل به وعدم العمل به فيقسم إلى قسمين، المعمول به وغير المعمول به.
س/
ما هى أنواع الحديث المقبول؟.
ج/ والحديث
المقبول نوعان، الحديث الصحيح والحديث الحسن، والحديث غير المقبول الحديث
الضعيف.
والضعيف تحته أيضًا أقسام سنمر عليها
بإذن الله عز وجل وحوله وتوفيقه.
س/
ما هى أنواع الحديث من حيث العمل به؟.
ج/ ومن
حيث العمل أيضًا فإنه ينقسم إلى أن الحديث الصحيح والحسن مما يعمل به،
ويترتب عليه الأحكام الشرعية، وأما الحديث الضعيف فهو لا يعمل به.
س/
ما هو الحديث الصحيح؟
ج/ هو
ما اتصل سنده بنقل عدل ضابط عن مثله من أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا
علة قادحة.
س/
ما هى شروط الحديث الصحيح؟
ج/ الأول :اتصال السند.
الثاني: أن يكون الراوي عدلا.
الثالث: أن يكون ضابطا.
الرابع: السلامة من الشذوذ.
والخامس: السلامة من العلة القادحة.
ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله
من أول السند إلى منتهاه، إذن ينبغي هذه الشروط أن تتحقق في كل طبقة من طبقات
السند، وأن تتصل من جهة المصنف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عدل ضابط سمع
الحديث، يرويه عن عدل ضابط سمع الحديث، عن عدل ضابط سمع الحديث، حتى يبلغ به النبي
صلى الله عليه وآله وسلم، ويسلم مجموع السند من الشذوذ والعلة القادحة.
س/ ما
هو الحديث الذي لم يتصل إسناده؟
ج/ هو
الحديث المنقطع.
س/
ما هى أفسام الحديث المنقطع؟
ج/ والحديث
المنقطع أقسام عدة، يشمل المنقطع، ويشمل المرسل، ويشمل المدلس،
ويشمل المعضل، ويشمل المعلق والمرسل الخفي.
س/ من
هو العدل؟ ما هي العدالة؟
ج/ العدالة هي ملكة
تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة، كما عرفها الحافظ ابن حجر وذكر
العلماء هذا التعريف وأقروه. ملكة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة.
إذن هي ملكة نفسية، تؤدي بصاحبها إلى
التزام التقوى والتزام المروءة بين الناس.
س/ ما
هي التقوى؟
ج/ التقوى
كما ذكر العلماء لها تعاريف متعددة، لكن من أهم
سمات التقوى، هو فعل الواجبات، وترك الكبائر، وعدم الإصرار على الصغائر.
إذن من ترك الواجبات هل يقال عنه متقٍ، لا، لأنه سيعاقب وسيسأل عند الله، وهو معرض لوعيد
الله عز وجل.
ومن فعل الكبائر هل يقال أنه متقٍ، لا كذلك، معرض لوعيد الله عز وجل وسخطه، والذي أصر
على الصغيرة تنقلب في حقه إلى كبيرة، كما قال العلماء لا كبيرة مع الاستغفار ولا
صغيرة مع الإصرار.
تصبح في حقه كبيرة من الكبائر.
إذن التقوى هي فعل الأوامر وترك الكبائر
وعدم الإصرار على الصغائر، وإن وقع شيء من ذلك، وتاب منه، لأن الإنسان .. نرجع
الآن إلى قضية قلتها مرارا وتكرارا، إن علم الحديث
ينسجم تماما مع الطبيعة البشرية مع النفس الإنسانية، والنفس الإنسانية مجبولة على
الكمال، أم على النقص والتقصير، على النقص، مجبولة على النقص، الكمال لله عز وجل،
والعصمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإذن هذا الإنسان معرض أن يقع بكبيرة،
أو أن يصر على صغيرة، أو يترك واجبا، وحينئذ نقول لا يقبل حديثه، إذن لن نقبل حديث
إلا للمعصوم صلوات ربي وسلامه عليه.
فنقول لا، إذن التقوى هي فعل الأوامر
وترك الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر، وإن وقع شيء من ذلك يلزمه التوبة من ذلك،
فإن تاب تاب الله عليه، والندم توبة، والتوبة تجب ما قبلها.
إذن لاحظوا أن قواعد المصطلح تتناغم
تماما مع طبيعتك البشرية، هذه التقوى.
س/ ما
هي شروط العدالة؟ من هو العدل؟
ج/ هو
من تملك بملكة نفسية تحمله على ملازمة التقوى والمروءة، هناك إذن شروط ينبغي أن
تتحقق في هذا.
أن يكون مسلما، بالغا، عاقلا، سالما من
أسباب الفسق وخوارم المروءة، هذه العدالة.
هذا هو العدل، أن يكون مسلما بالغا
عاقلا، سالما من أسباب الفسق وخوارم المروءة،
س/
لماذا لا يؤمن الكافر على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟.
ج/ قلنا
أن يكون مسلما، هذا شرط من شروط العدالة، وهذا صحيح أم غير صحيح؟ هل نأمن على حديث
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون الراوي كافرًا،
هل يؤمن الكافر على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا لا يؤمن، معرض لأن
يزيد أو أن ينقص في الحديث، معرض أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
ليس هناك ما يردعه من وعد أو وعيد، من ترغيب أو ترهيب، بل هو مبغض لرسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم، غير محب، بل هو في الحقيقة مكذب لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، لأنه لو لم يكن مكذبا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأعلن
إسلامه وأذاع بإسلامه، صح أم لا؟
إذن نعم، ينبغي أن يكون الراوي غير
كافر، مسلم،
س/ لماذا
اشترطوا البلوغ من شروط العدالة ؟
ج/ أن
يكون مسلما بالغا، لأن الصغير غير مخاطب بالتكليف، ولن يحاسب ولن يسأل أمام الله
عز وجل إلا إذا بلغ، فلو كذب الصغير، هل سيوقف بين يدي الله ويقول الله له لم
كذبت، لا، حتى يبلغ، فإن قلت لم نربي الصغير على الصدق، نربيه حتى إذا بلغ يكون
الصدق عادته وديدنه، طبيعة، ليس أمرا مفتعلا مصطنعا، يتعرض بين الفينة والفينة أن
يتنكب عنه، ويعود إلى ما كان عليه في صغره من الكذب.
فإذن الصغير أيضًا غير مخاطب بالشريعة
وأمور الشريعة، وغير متوعدا بالعقاب، فإذن أن يكون مسلما بالغا،
س/ لماذا
اشترطوا العقل من شروط العدالة ؟
ج/ عاقلا،
فالمجنون هل سيؤاخذ عند الله على أي فعل فعله، هب أنه روى حديثًا فكذب به على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هل سيسأله الله لم
كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لن يكون الأمر كذلك.
س/
ما هى أنواع الفسق؟.
ج/ قال
العلماء الفسق فسقان،
فسق شهوة تدفع النفس إليه الطبيعة
البشرية، تدفع بعض المسلمين إلى الوقوع في هذا من قبيل الشهوة،
وفسق شبهة، وهي التي نسميها بالبدعة.
س/
ما هو فسق الشهوة ؟.
ج/ فسق
الشهوة هو الفسق الذي ترتب بناء على دافع غريزي نفسي داخل الإنسان، وعلى هذا فيكون
فسق الشهوة هو فعل الكبائر والإصرار على الصغائر، وترك الواجبات، مع عدم التوبة
والندم من أي خطيئة اقترفها في هذه القيود الثلاثة.
س/ قبل
ما هو الفسق؟
التمرد والخروج عن طاعة الله عز وجل وعن
شرع الله عز وجل، هذا إنسان متمرد عاص يخرج عن أوامر
الله، يفعل ما حرم الله، يتمرد على شرع الله عز وجل، هذا هو الفاسق، والفسق فسقان،
فسق شهوة، وفسق شبهة، فسق الشهوة هو فسق تدفع إليه النفس، بمقتضى الطبيعة البشرية
المجبولة على النقص والتقصير والنفس في هذا درجات، فنفس مطمئنة، ما سارت تأمر
بالمنكر ولا تحض على المنكر، بل تأمر بالخير والطاعة، ونفس لوامة مخطئة، تقترف
المعصية بين الفينة ثم ما تلبس أن تتوب، ثم تعاود المعصية الذنب، ثم تتوب، لوامة
على وزن فعالة، أو كثيرة اللوم المترتب على كثرة الخطأ.
س/ لماذا
اشترط العلماء من ضمن شروط الراوي العدل الذي يكون حديثه صحيحا
أن يكون سالما من أسباب الفسق
؟.
ج/ لأن
الذي يفعل الكبائر قد يكون من كبائره الكذب، فحينئذ هذا يؤمن على حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم أم لا يؤمن، لا يؤمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو ما خاف من الله عز وجل، لم يراقب
الله عز وجل، لم يجعل الله بين عينه، لم يجعل سره كعلانيته، فهو يفعل الكبائر
وحينئذ لا نأمنه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، نخشى أن يزيد أو ينقص أو
أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
س/
ما هو فسق الشبهة ؟.
ج/ فسق
الشبهة، وهو الذي يسميه العلماء بالبدعة.
س/ ما هي البدعة؟
ج/ البدعة
في لسان العرب، الجديد، المبتدع هو كل جديد،
لكن البدعة عند العلماء هو كل محدث
في الدين ليس له أصل في الشريعة، هو كل محدث في الدين ليس له أصل في الشريعة.
س/
ما هى أقسام البدعة ؟.
ج/ البدعة
تنقسم إلى قسمين بدعة مكفرة وبدعة غير مكفرة.
س/ ما معنى بدعة مكفرة؟.
ج/ يعني
أن بدعته جعلت الرجل كافرا، فكفر ببدعته، ولم يكفر بأمر خارجا عن البدعة.
س/ اذكر مثالاً على البدعة المكفرة؟.
ج/ بدعة
مكفرة، اتفق العلماء وأجمعوا على كفر صاحبها، ألا توافقون أن السجود للصنم أو
الطواف حول القبور، أو دعاء غير الله عز وجل فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل،
أن هذا شرك وكفر.
هذه بدعة مكفرة،
س/
اذكر بعض من الفرق التي نص العلماء على كفرها وأجمعوا على كفرها؟.
ج/ من
الفرق التي نص العلماء على كفرها وأجمعوا على كفرها، مثلا الدروز، النصيرية، أيضًا
البهائية، القاديانية، هذه فرق.. الإسماعيلية، القرامطة،
الذين هتكوا ستر الكعبة، وهجموا على الكعبة وأخذوا الحجر الأسود منذ قرون، ما
أقاموا وزنا للمسجد الحرام ولا لبيت الله العتيق.
إذن هذه الفرق اتفق العلماء، بل أجمع
العلماء على أن من دخل فيها واعتقد معتقدها هو كافر بمعتقده هذا، فحينئذ هؤلاء لا نقبل
روايتهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نعاملهم معاملة الكافر
الأصلي.
س/ ما
حكم قبول رواية صاحب البدعة غير المكفرة؟
ج/ أما
البدعة غير المكفرة، فوقع خلاف بين العلماء، فطائفة قبلت حديثهم جملة
وتفصيلا، وقالت إنما بدعتهم مردودة عليهم، ونحن نريد روايتهم، لا نريد بدعتهم، ليس
لنا في بدعتهم من نصيب.
البدعة غير المكفرة، اختلف العلماء،
· فطائفة
قالت بروايتهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يهمني أنه مبتدع ما
دام لم يبلغ درجة الكفر ببدعته، لأن بدعته مردودة عليه، أما أنا الذين يعنيني هنا
أن آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يؤديه كما تحمله، فطائفته قبلت
روايتهم على الإطلاق.
· وعلى
نقيضها طائفة ردت رواية المبتدعة جملة وتفصيلا، فقالوا هؤلاء أحدثوا في الدين ما
لم يأذن به الله، وهذا نوع فسق والفسق من شروط العدالة أن يكون العدل سالما من
الفسق، وحينئذ لا نقبل روايتهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
·
ثم توسط بين هؤلاء
وهؤلاء جماهير علماء الحديث، وأيضًا وقع بينهم اختلاف، من يقبل ومن لا يقبل، وما
الحد، إذن توسط قوم، فقالوا لا نرد روايتهم على الإطلاق ولا نقبلها على الإطلاق،
وإنما كل أمر بحسبه، ولكل حال أمره الخاص به، فقال بعضهم: نقبل
رواية المبتدعة إلا من كان داعية إلى بدعته،
س/
لماذا لا نقبل رواية الداعي إلى بدعته؟.
ج/ لأن
الداعي إلى بدعته غالبا لن يجد حديثا مباشرا صريحا في نصرة بدعته، فقد يضطر إلى
الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم تأييدا لبدعته، فلا نقبل روايته، خوفا على
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتياطا لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
س/
ما هى أشهر الفرق التى استحلت الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم تأييدا
لبدعتها، ونصرة لبدعتها؟.
ج/ أشهر
تلك الفرق، وأشهر ما وقع الكذب من الفرق على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فرقة
الروافض.
كانوا يتجاسرون على الكذب على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، كيف لا، والتقية عندهم تسعة أعشار الدين، ومن لا تقية له
فلا دين له.
فكانوا يكذبون على رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى قال الإمام الشافعي مقولته، منى مقولة الإمام: أنه ما رأى فرقة أكثر
كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الروافض.
والحق يقال ليس كل الروافض سواء،
س/
هل أخرج أصحاب الصحيح لبعض من –ما كان رافضيا- لكنه رمي بالتشيع؟.
ج/ أخرج
أصحاب الصحيح لبعض من –ما كان رافضيا- لكنه رمي بالتشيع، ونحن ندرك أن الرفض له
تطور تاريخي، فليس من كان محبا لأصاحب النبي صلى الله عليه وسلم، مقدرا لهم، معظما
لهم، لكنه يرى أن عليا أولى بالإمامة والخلافة من أبي بكر وعمر، ليس هذا حاله كحال
الذي يطعن ويسب أبا بكر وعمر، وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ذاك
الأخير قد غلا في الرفض.
س/ هل
صاحب البدعة غير المكفرة ، لا تقبل روايته مطلقا؟.
ج/ وهذا
الحق الذي نطمئن إليه والذي قرره العلماء، ومن خاتمتهم الحافظ ابن حجر وجماعة من
العلماء، أن البدعة غير المكفرة لا يرد راويها
مطلقا، ولا تقبل روايته مطلقا، وإنما ينظر إلى حاله، فبعض المبتدعة لا يستحل
الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، لأن يخر من السماء أهون إليه وأحب
إليه من أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والتاريخ قد سطر لنا أمثلة من هذا، فإذن
فالحق والعدل والإنصاف ألا نرد روايته، إذ أمنا هنا كذبه على رسول الله أم لم
نأمن، أمنا أنه لن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان الحق والعدل
والإنصاف ألا نرد روايته جملة وتفصيلا، بل نأخذ منها ما صح وثبت.
واشترط بعض العلماء قيدا آخر، ممن
توسطوا فقالوا نقبل رواية المبتدع إذا كان الحديث ليس نصرة لما في بدعته،
يعني إن كان الحديث لا يؤيد بدعته قبلنا روايته، أما إن كان الحديث يؤيد بدعته
فهذا يحدث في النفس ريبة مظنة أن الرجل افتعل هذا الحديث لينصر مذهبه فكذب على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
خاصة يا إخوة هذا القيد معتبر عندي،
وأظنه، وهذا الذي قرره المحققون، لكن ينبغي أن يقيد بقيد وهو أن يتفرد بهذا الحديث
من؟ صاحب البدعة، أما إن تابع هذا المبتدع في رواية الحديث طوائف من أهل السنة
والجماعة وتابعه رواة آخرون، هل نفسك تميل إلى القبول أم إلى عدم القبول، لأنني
أمنت أنه لن يكذب على رسول الله، ولم يكذب في هذا الحديث على رسول الله، إذ قد
وافق أهل السنة أو رواة من أهل السنة وافقوه، وتابعوه متابعة تامة أو ناقصة أو
قاصرة ما يهمنا أنه تابعوه متابعة في رواية الحديث فأمنا كذبه على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم.
فالحق هذا، وهذا الذي اختاره الحافظ ابن
حجر، وجماعات من محققي علوم الحديث.
س/ ما
هي المروءة؟
ج/ ملكة
نفسية تحمل صاحبها على فعل الجميل وترك القبيح مما تعارف عليه الناس،
هذه هي المروءة، إذن يراعي فيها المسلم حال
مجتمعه، يراعي عرف أهل بلده، فلا يأتي بأمر نشاذ، فيشذ عنهم بأمر قد تعارفوا عليه،
مما لم ترد الشريعة بمنعه، انتبهوا يا إخوة فيه قيد غاية في الأهمية، ما تأتي
امرأة مسلمة في بلد غربي وتقول تعارفت نساء تلك البلد على التبرج وكشف الشعر
والوجه، فأنا سأفعل مثلهم حتى لا أكون من خوارم المروءة.
لا، هذا ليس بصحيح إطلاقا، هذا عرف فاسد
باطل، قد أتت الشريعة بمنعه، فالأصل في العرف ألا يصادم الشرع، فإن صادم
الشرع فالقول قول الله ورسوله، قول الشرع، وليس قول العرف في شيء، أو دولة تعارف
أكثر أهلها على حلق اللحى، فيأتي رجل ويقول والله أنا عزيز حريص أن يؤخذ برواية
وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأحلق لحيتي امتثالا لمروءة الناس أو لأعراف
الناس وعاداتهم، نقول لا، لم تصب، فهذا أمر مناقض لأمر الله وأمر رسوله، والقول في
هذا قول الله وقول رسوله صلوات ربي وسلامه عليه، صح أم لا؟
إذن المروءة ملكة نفسية تحمل صاحبها على
فعل الجميل مما تعارف عليه الناس، أمر تعارف الناس عليه، لم ترد الشريعة بمنعه،
وهو من الأمور الطيبة الجميلة، فإن خرمها ولم يلتزم كأنني أريد أن أقول، أو كأن
العلماء لما اشترطوا هذا الشرط أرادوا أن يقولوا أن رجل مستهتر غير مبال للناس،
فكيف نأمنه على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد يكون مستهترا في
روايته أيضًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صح أم لا؟
س/
صاحب البدعة المكفرة هل نقبل روايته؟.
ج/ بإجماع
أهل العلم أنه لا يتقبل روايته، يعامل معاملة الكافر الأصلي.
س/ اذكر
الأقوال التى وردت فى صاحب البدعة غير المكفرة ؟.
ج/ قول لا يقبل
رواية المبتدع جملة وتفصيلا، ويجعل أن هذا من الفسق، وعدم الفسق شرط من شروط
العدالة، وفي المقابل على النقيض يقبلون روايته مطلقا، قوم من العلماء
ذهبوا إلى قبول رواية المبتدع مطلقا، على اعتبار أن غايتنا روايته، أما بدعته
فمردودة على نفسه، ليس لنا منها حظ ولا نصيب. وقسم كما قلت توسط، وهم جمهور
علماء الحديث، توسطوا، فقالوا: أننا نقبل روايته بقيود.
ما
هي القيود لقبول رواية صاحب البدعة غير المكفرة ؟
ج/ وقسم
كما قلت توسط، وهم جمهور علماء الحديث، توسطوا، فقالوا: أننا نقبل روايته بقيود،
{ما
لم يكن مؤيد للبدع، ما لم يكن داعية للبدع}
القيد
الأول، دعنا نبدأ بالأعلى، ألا يستحل هذا المذهب الذي هو منتمي إليه أن لا يستحل
هذا المذهب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إن استحل الكذب على رسول
الله، ما قبلنا روايته، إذ ما أمنا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكذب
فيه.
القيد الثاني:
{ألا يكون داعيا لبدعته}.
أن لا يكون رأسا في البدعة، لأنه إن كان
داعيا إلى بدعته، قد أداه ذلك أن لا يجد حديثا ينصر بدعته، وحينئذ يضطر على الكذب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصرة بدعته.
والقيد الثالث: ألا يكون الحديث ناصر
لمذهبه، أو بدعته.. إلا إن تابعه آخرون من أهل السنة من الرواة من أهل السنة
والجماعة، حينها وقع في النفس أنه لم يكذب على رسول الله في هذا الحديث، وأن
الحديث له أصل عند أهل السنة والجماعة، وأنه إنما رواه مثله مثل سائر الرواة،
ولكنه اعتنى به ورواه لأنه يؤيد بدعته، فإذن نقبل روايته في هذه الحالة.
س/
بم تثبت العدالة ؟.
ج/ طالب
العلم كيف يعرف أن الراوي عدل، كيف يعرف؟
يحتاج أولا: أن ينص عالم من علماء الجرح
والتعديل المعتبرين على عدالة الراوي، فحينئذ يقبل قوله، إذن تثبت عدالته بأن
ينص عليه عالم معتبر معتد به حقق شروط الجرح والمعدلة،
فإذن الآن أنا
كطالب العلم كيف أعرف أن هذا الراوي عدل أرجع إلى
كتب العلماء، كتب الجرح والتعديل والتراجم والطبقات، وأنظر في الراوي، فأنظر هل
عدله أحد العلماء، علماء الجرح والتعديل المعتبرين، أم لا؟ فإن عدله أحد علماء
الجرح والتعديل فهذا عدل، هذا القول الأول، وهذا قول المحققين.
محققو
علماء الجرح إلى هذا، وذهب بعض العلماء قالوا لا ينفع، قول عالم واحد لابد من
عالمين عدلين من علماء الجرح والتعديل، فقاسوا الرواة على الشهادة، فقالوا كما أن
الشهادة لابد من شاهدين عدلين، فهؤلاء سيشهدون على الراوي، كأنهم جعلوها قضاء، وأن
هؤلاء سيشهدون على أن الراوي هذا عدل، فقاسوا الرواية على الشهادة، فقالوا لابد من
أن يعدله عالمان معتد بهما من علماء الجرح والتعديل.
هذا قول والحق حقيقة مذهب جمهور
المحققين هو باعتبار عالم واحد، وأن الرواية لا تقاس على الشهادة، وأن بينهما فروق
ليس هذا مكان بسطها، هناك فروق بين الرواية والشهادة فهذا قياس مع الفارق.
ألا توافقونني أن هناك لابد أن نذكر
قيدا كطالب العلم تستطيع من خلاله أن تعرف متى يكون الراوي عدلا، وهو إذا
اشتهرت إمامته واستفاضت عدالته، بل هذا الراوي الذي اشتهرت إمامته واستفاضت
عدالته، لا نقبل فيه قول من طعنه، لأنه إلا تجد
رجل عن طريق المنافسة، قرين له، حسد، غمزه بشيء، فلا نقبل، أعطوني أمثلة ممن
اشتهرت إمامته، واستفاضت عدالته.. أي عالم..
الرأي الثالث أو القيد الثالث وهو مواز
للقيد الثاني لكنه اختلاف بين العلماء، قالوا لا، لابد من عالمين أن ينصا على
عدالته، ويكونا من علماء الجرح والتعديل، وأيضًا أن يخلو من طاعن في
عدالته.
والحق أن أكثر المحققين قالوا بالقول
الأول، وهو أنه يكفي إمام واحد معتبر به، ينص على
عدالته، ليكون الراوي عدل.
س/
ما هى من شروط الجرح والعدل التى يجب توافره علماء الجرح والتعديل ؟.
من شروط الجرح والعدل، ليس أي راوٍ يملك
أن يجرح الرواة أو أن يعدلهم، لابد أن يكون عالما من علماء الجرح والتعديل،
تملك القواعد، وسارت فيه ملكة لمعرفة أحوال الرواة، ثم يحكم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق